تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

The Gentlemen.. هل نجح غاي ريتشي في تحويل فيلمه لنسخة تلفزيونية؟

the gentlemen series vs film arageek art 2024
ساندي ليلى
ساندي ليلى

12 د

يقال إن الفنون سبعة، سابعها وأحدثها وأرقاها هو السينما، يخطئ البعض عندما يعتقدون أن ما يجعل السينما سابع الفنون هو أنها أحدثها قطعاً لا!

السينما سابع الفنون لأنها تحتوي الفنون الستة السابقة معاً، وتمنحنا تجربة فنية تمزج القصة بالموسيقى بالصورة في عالم واحد ممتع بشكل لا يصدق، لا مثيل لسحر السينما ولربما تكون أفضل اختراع تفتقت عنه الأذهان منذ قرون، فقط السينما قادرة على ولوج كل البلدان واختراق أعلى الأسوار وأعقد الثقافات.

ومع اختراع التلفاز انشق الفن السابع إلى نوعين؛ السينما بشاشتها الكبيرة وزمنها المحدود وسحرها الطاغي والتلفاز بشاشته الصغيرة وأوقاته المرنة وقدرته على ولوج كل بيت في كل وقت، إن لكل من السينما والتلفاز خصوصيته وتفرده وأسلوب سرده المختلف.

فالسينما تروي القصة أو الحكاية في ساعتين أو ثلاث ساعات على الأكثر أمًا التلفاز فيمتلك حرية أكبر فهو يعرض القصة بشكل أكثر توسعاً عَبر حلقات طويلة مما يمنح الصناع فرصة للتنوع وقدرة على سرد تفاصيل أكثر عمقاً من تلك التي ترد في الفيلم السينمائي لكن هذا لا ينفي أن كلاهما يمتلك سحراً يجعلنا مغرمين به. 

إن تحويل رواية أو قصة إلى مسلسل أو فيلم سينمائي هو أمر معتاد ومطروق، لكن هناك نوعاً آخر بدأ يظهر على الساحة الفنية دمج بين عالمي التلفاز والسينما ألا وهو تحويل المسلسل إلى فيلم يتمم قصته ويمنحها خاتمة مقبولة كما فعل صناع المسلسل الأسطوري Breaking Bad في فيلم El Camino الذي منحنا خاتمة تليق بشخصية جيسي بينكمان أو تحويل فيلم إلى مسلسل كما سيحدث مع سلسلة هاري بوتر الشهيرة التي أعلنت منصة HBO عن تحويلها إلى عمل تلفزيوني.

أو كما فعل المخرج البريطاني المشاغب غاي ريتشي الذي حول فيلمه الناجح The Gentlemen إلى مسلسل قصير من ثماني حلقات بث على منصة نتفليكس؛ فهل نجح في تحويل فيلمه إلى مسلسل؟ ما هي أوجه التشابه بين النسختين؟ هل استطاع المسلسل أن يحقق نجاح الفيلم؟

أسئلة كثيرة لا شك أنها تراودك، ستجد إجابات شافية لها في هذا المقال الذي سنلقي من خلاله نظرة خاصة على مسلسل نتفليكس الجديد والذي تشهد أرقام المشاهدات بنجاحه، فلنبدأ معاً وكعادتنا في "أراجيك فن" بمعلومات العمل.

8/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

The Gentlemen Series

يرث إيدي هالستيد عقارًا كبيرًا من والده، غير المدرك أنه يواجه إمبراطورية بيرسون للمخدرات، مع عدم وجود خبرة كافية في الجريمة، يجب عليه أن يتولى العملية أو يخسر الميراث.

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.

  • إنتاج

    2024
  • إخراج

    جاي ريتشي

بطولة

ثيو جيمس،
راي وينستون،
كايا سكوديلاريو،
دانييل إنجز

النوع

أكشن،

متاح على

netflix_url

ليس كل النبلاء..نبلاء! 

تبدأ أحداث المسلسل من الحدود السورية التركية حين يتلقى الجندي إدوارد "إيدي" هورنيمان خبراً يفيد أن والده الدوق هالستيد على فراش الموت ليعود إيدي من فوره إلى لندن.

بعد وفاة الأب تكشف وصيته أنه ترك كل أملاكه لابنه الأصغر إدوارد عوضاً عن ابنه الأكبر ووريثه الشرعي فريدريك الأمر الذي يثير غضب الأخير.

تبدأ الكوارث بالانهمار فوق رأس إيدي الذي ورث اللقب والمال والقصر والمصائب أيضاً، فيكتشف أن شقيقه الأحمق فريدي مدينًا بمبلغ مهول، يبلغ 8 مليون جنيه استرليني لعصابة المجرمين غريبي الأطوار، وكان أمله معقوداً على ورثته من أبيه فيحاول إيدي أن يؤمن المبلغ المطلوب لكنه يكتشف أنه وككثير من النبلاء الأخرين ورث الاسم والمظهر بدون أي مورد مالي حقيقي.

وكأن هذا لم يكن كافياً فبالإضافة إلى كل ما ورثه من والده يكتشف إيدي أن هناك إمبراطورية حشيش ضخمة تتخذ من أرضه مقراً لها بقيادة تاجر الحشيش بوبي غلاس المسجون والذي تقوم ابنته سوزي بإدارة التجارة عوضاً عنه ببراعة تحسد عليها.

يرغم إيدي على احترام اتفاق أبيه الراحل مع عائلة غلاس خاصة أنه عاجز عن تأمين المبلغ لإنقاذ عنق أخيه فيقرر التعاون مع سوزي التي تنجح ببراعتها في خفض المبلغ إلى النصف مقابل دفعة مالية أولية واعتذار مهين من قبِل فريدي، في الوقت نفسه يجد إيدي أنه في مواجهة رغبة كاسحة لا تهمد للملياردير الأمريكي ستانلي جونستون الذي يصر بشكل مريب على شراء قصر هالستيد ويتضح أنه ليس رجل أعمال بريء آخر بالضبط.

كان كل تدريب إيدي العسكري عاجزاً عن جعله قادراً على التعامل مع كل هذه الكوارث التي يزيدها شقيقه بحماقته وتهوره سوءاً عندما يقتل تومي رجل العصابات الخطير فيجد إيدي نفسه منغمساً حتى النخاع في ذلك العالم السفلي الخطير عالم العصابات وتجارة المخدرات لتحمل كل حلقة من حلقات المسلسل الثمانية تحدياً أخطر لإيدي بأحداث قوية تجذبك منذ أول لقطة لتعرف إلى أين ستتجه الأحداث بأجواء يصعب حقاً ألا تثير متعتك وشغفك لرؤية المزيد.


فوضى من العنف الدموي والكوميديا السوداء

يحمل المسلسل متعة غريبة من نوعها يصعب بحق إنكار حقيقتها؛ متعة ولدها عنف مفرط، انسجم ببراعة مع قصة تروى برتم تصاعدي سريع يشعرك أنك تجري في سباق متتابع.

كان أفضل ما في السادة هو الروح الكوميدية السائدة على أغلب أحداثه، كوميديا سوداء قاسية تتداخل مع قسوة الأحداث لتمنحها تفرداً خاصاً، يركز المسلسل على عالم تجارة الحشيش على فرض أنه أقل قسوة ودموية من الكوكايين أو الهيروين، لكنه وفي النهاية عالم تجارة محرم ندخله عن طريق سوزي غلاس التي كانت فرجيل الخاص بإيدي عَبر طرقات جحيم تجارة المخدرات والعالم السفلي.

كانت جرعة العنف في العمل قاسية للغاية وضعتنا في فوضى بصرية ونفسية لا تنتهي من الدماء والأطراف المبتورة والرصاص المتطاير إضافة إلى الشخصيات الغريبة التي تبدو كارتونية أحياناً مرعبة لكنها تلائم عالماً محكوماً بالدم كعالم المخدرات.

يبدو أن غاي ريتشي يمتلك نظرة سوداوية نحو الطبقة العليا في بريطانيا، فنجد أن تجار المخدرات ليسوا من الطبقة الفقيرة المهمشة فقط إنما أصحاب الطبقة الرفيعة الذين يخفون تحت أرستقراطيتهم الغابرة الوهمية كماً مريعاً من الفساد فهم لا يجدون غضاضة في منيح أراضيهم لتجار المخدرات طمعاً في بعض المال لإصلاح قصورهم أو تبذيره على ملذاتهم.

النبلاء في عالمه يخلون تماماً من النبل إنهم مشتتون متكبرون ضعيفوا الوازع، فلو لم يكونوا رعاة لتجار المخدرات فهم نازيون متخفون خلف قلاعهم وألقابهم، صراع طبقي من نوع خاص وسوداوية كالحة خففت الكوميديا البارعة خاصة تلك التي خلقتها حماقة فريدي المنسجمة مع أحداثها من وطئها.

كانت الأحداث سريعة بدون استعجال بإيقاع سردي يناسب مسلسلاً تلفزيونياً من ثماني حلقات فكانت الأحداث والتواءات الحبكة موزعة بتناغم لا يسمح بلحظة ملل أو ضجر، أحداث تسير برتم متسارع دموي لنتابع من خلالها رحلة إيدي الغريبة في عالم كان يجهل عنه كل شيء ووجد نفسه مفتوناً به منسجماً في ظلماته بشكل يثير القلق.

احتوت الأحداث على مجموعة متناسقة من الخيوط الدرامية التي تتقاطع ببراعة في منتصف العمل بطريقة لا تترك مجالاً لأي احتمالات أخرى؛ فكانت البداية مع أحقية الوراثة التي تفرعت عنها صدمة إمبراطورية الحشيش والتي أدت إلى مجموعة أليمة من الأحداث المتتابعة التي نقلت المسلسل إلى مستوى مختلف تماماً عن انطلاقته القوية بحق.

كان التناغم أساساً لمسلسل السادة سواء كان تناغم الأحداث أم تناغم القصص التي توالت قصة تلو قصة لكي تبني العالم الغريب المتفرد للنبلاء الذين يخفون خلف نبلهم الكثير من الشر والخبث المتواري وامبراطوريات مخدرات ضخمة أيضاً.

كان أسلوب ريتشي واضحاً منذ أول حلقة؛ الحوار الرشيق السريع؛ التفاصيل المعمقة زوايا التصوير الدقيقة التي تشعرك أنك في خضم ما يحدث؛ لقد وضع غاي ريتشي الكثير من نفسه داخل المسلسل بطريقة جعلت معرفة أنه من إبداعه أمراً سهلاً بغض النظر عن اسمه الضخم الذي يزين الشاشة.

يمكن لنا اعتبار العمل عملاً فلسفياً واقعياً وتأملاً مختلفاً في الصراع الطبقي وقابلية الفساد القابعة داخل كل إنسان والتي تنتظر الفرصة الملائمة لتخرج لنفسها العنان؛ فبالنسبة لريتشي كل إنسان هو تاجر مخدرات ينتظر فرصته ليخرج مواهبه الدفينة!


شخصيات عميقة 

الشخصيات هي أساس القصة ويستحيل أن تكتمل أركان أي عمل فني أو أدبي بدون شخصيات تروي وتعيش وتتفاعل مع الأحداث.

عادة ما تكون الشخصيات منتمية إلى عالم القصة؛ أي أن يكون بطل القصة البوليسية شرطياً محنكاً على سبيل المثال، لكن مكمن البراعة يقبع عندما يكون بطل القصة من اللامنتمين إلى عالمها؛ إنما هو مدفوع إليها دفعاً تشعره الأحداث المتوالية أن هذا هو مكانه الحقيقي وهو ما نراه في شخصية إيدي هالستيد.

كان إيدي في بداية المسلسل جندياً يعشق حياة العسكرية راقياً مستقيماً، لكنه ينتزع فجأة من الحياة التي يحبها ليعود إلى لندن ويتولى مسؤولية عائلته ويصبح الدوق للقلعة التي يبلغ عمرها نصف ألفية.

يصطدم إيدي هناك بحقيقة لم تخطر على باله في أوسع خيالاته والده الدوق هالستيد، كان راعياً أميناً لإمبراطورية حشيش ضخمة تتخذ من أراضيه ستاراً لأعمالها مقابل عائد مادي ضخم.

تبدأ حياة إيدي بالتغير منذ لقائه بسوزي غلاس أميرة الإمبراطورية التي تأخذه عَبر عوالم لم يكن يعرف أصلاً بوجودها عوالم يجد نفسه منسجماً في تفاصيلها عاشقاً لوجوده فيها رغم محاولاته الكثيرة تجنبها لكن هيهات!

لقد كانت شخصية إيدي مكتوبة ببراعة تتطور باستمرار، تفرضه الأحداث التي سارت بالتوازي بين محاولة إيدي إنقاذ عنق أخيه الأحمق وبين غرقه بسعادة في عالم سوزي العنيف الدموي واكتشافه لمواهب مستترة كلورد مخدرات بارع، فتتحول تصرفات إيدي رويداً رويداً من الاعتدال إلى شيء أكثر شراً مع افتتان متزايد بالعالم الغريب الذي اكتشف وجوده تحت قدميه حرفياً.

 لاشك أن أداء ثيو جيمس كان إضافة حقيقية للشخصية، إذ نجح ثيو في استعراض التناقضات النفسية لإيدي بوضوح بين رغبته في الفرار من كل هذه الكوارث وموهبته الغريبة التي تجعله مميزاً في عالم المخدرات، ونجح في تصوير اندماجه المقلق في عالم أباطرة المخدرات بشكل يخلو من الابتذال.

لكن أهم ما قدمه كان تلك الكيمياء الفورية والانسجام اللطيف الذي شكله مع كايا سكوديلاريو التي أبدعت بدور سوزي غلاس ملكة الحشيش الأنيقة الحسناء ذات لهجة الكوكني المتقنة السلسة.

كانت سوزي أشبه ببياتريس الخاصة بإيدي لكن وفيما قادت بياتريس الشاعر دانتي عَبر الفردوس، تقود سوزي إيدي عبر عالمها الفوضوي المعقد الذي تحكمه الصفقات المشبوهة والتنازلات الغريبة.

لم تكن سوزي شخصية شريرة تقليدية، إنها الشريرة التي يصعب حقاً ألا تغرم بها هادئة ذكية بارعة في عملها المشبوه أنيقة للغاية، وجاهزة لأي تحد يوضع أمامها، إنها إمبراطورة الحشيش بكل فخر والوحيدة القادرة على إنقاذ إيدي وتوجيهه في عالمها هذا.

استطاعت كايا بأدائها الراقي الهادئ أن تشكل إضافة جميلة للعمل الغارق في فوضى العصابات، مقدمة سوزي كشخصية بارعة قوية تجيد عقد الصفقات أكثر من توجيه الركلات وهذا ما يجعلها شخصية رائعة ومن أفضل أشرار التلفاز أيضاً.

لا يمكن الحديث عن إيدي وسوزي دون الكلام عن الأحمق الأعظم فريدي الذي جسد دوره دانيال إنغز، في الواقع يذكرنا فريدي بأخ كبير أحمق آخر هو فريدو كورليوني من رائعة كوبولا الخالدة العراب فريدي أيضاً أخ أكبر مغفلاً محرومًا من الميراث لصالح أخيه الأصغر لكنه أكثر حماقة بكثير من فريدو كورليوني.

عوضاً عن تسليم أخيه لأعدائه يقضي فريدي هالستيد وقته في تدمير حياة أخيه الأصغر، فحماقته دفعت إيدي لطلب المساعدة من سوزي غلاس وعوضاً عن استغلال الفرصة يقتل فرصته الأخيرة في النجاة ويضع أخاه في حرب مع عتاة الإجرام فيما يقف هو غير مبال بأي شيء مما يحدث.

لقد كان أداء إنغز بارعاً بلا شك، فقد نجح في منح فريدي الكم المناسب من الاستفزاز والحماقة اللازمين لجعل شخصيته شخصية مهمة ضمن فوضى أحداث السادة، أمًا لو كنت من المغرمين بالمسلسل الأسطوري الرائع Breaking Bad فإن مفاجأة لطيفة في انتظارك إذ أن الرائع جيانكارلو إسبوزيتو عاد مجدداً ليكون لورد مخدرات مرعب.

بالكاريزما الهائلة التي يتمتع بها نجح إسبوزيتو في إضافة فتيل سردي مميز للأحداث عن طريق تجسيد دور الثري الأنيق ستانلي جونستون الذي يرغب بشدة في شراء عزبة هالستيد في الواقع هناك تشابهات وتقاطعات كثيرة بين غاس وستانلي كلاهما تاجرا ميث وكلاهما جذابان بشكل لا يصدق لكن وفي النهاية وجود إسبوزيتو بكل الكاريزما الهادئة التي تشع منه هز أمر رائع بلا شك وإضافة مهمة للعمل.

لقد امتلك مسلسل السادة طاقم عمل مميز بالقطع لكن وبما أن المسلسل هو نسخة تلفزيونية من فيلم شهير حقق إيرادات مرتفعة عام عرضه وكان من بطولة ماثيو ماكونهي وهيو غرانت وغيرهم من أفضل ممثلي هوليوود فقد كانت المقارنات أمراً حتمياً وطرح سؤال مهم آن أوان الإجابة عنه.


القصة بين السينما والدراما 

فيديو يوتيوب

كان غاي ريتشي ذكياً بحق لقد أدرك أن فخ المقارنات ينتظر بفارغ الصبر إصدار المسلسل لعقد مقارنات قد تكون غير المنصفة بحق لأي من العملين.

في الواقع كان مسلسل "السادة" عودة قوية لغاي بعد غياب 20 عاماً عن الشاشة الصغيرة، لذا فقد كان التحدي مضاعفاً، فالجمهور والنقاد أيضاً يترقبون بشغف ماذا سيقدم ريتشي في النسخة التلفزيونية التي توقع الجميع أنها ستكون نسخة أكثر طولاً وأقل تركيزاً من الفيلم، لكن المخرج الذكي اتخذ منحى مختلفاً بالكامل فمسلسل "السادة" ليس بأي شكل من الأشكال نسخة أخرى من الفيلم.

إنه توأمه غير المتماثل بقصة مختلفة تماماً لكنها تدور في العالم نفسه عالم السادة المندمج مع عالم تجار المخدرات لكن وبينما ركز الفيلم حبكته على بارون الحشيش ميكي بيرسون الذي أبدع ماثيو ماكونهي في أدائه مستعرضاً تاريخه الذي جعله من أكبر تجار الحشيش.

يركز المسلسل على عائلة هالستيد التي يرغم دوقها إيدي على التعاون مع إمبراطورية الحشيش لإنقاذ أخيه المدمن، لقد توسع المسلسل في استعراض عالم تجارة الحشيش وتعمق أكثر في تلك العلاقة المشبوهة التي تربط الأرستقراطيين المفلسين بتجار الحشيش الجاهزين لدفع أموال طائلة لاستئجار أراضي السادة الواسعة.

لقد صنع غاي ريتشي شهرته من خلال أفلام جمعت بين الإثارة العنف الشديد والكوميديا الغريبة التي ملأت معظم مشاهد المسلسل الذي تلافى بعض هفوات الفيلم التي لاحقتها الانتقادات عند عرضه، فمثلاً امتلك الفيلم طاقماً تمثيلياً رائعاً ماثيو ماكونهي الذي لا يوجد شك في موهبته الفذة.

إضافة إلى كل من كولين فاريل وهيو غرانت وغيرهم طاقم تمثيلي ذكوري يخلو من أي حضور نسائي واضح هفوة تلافاها المسلسل الذي خفف من جرعة التستوستيرون الطاغية على الفيلم، مقدماً لنا حضوراً نسائياً قوياً يتمثل بشخصية سوزي التي أضافت رونقاً مميزاً للعمل كامرأة قوية ومرشدة بارعة لعالم محفوف بالدم والخطر تنتمي إليه بشكل لا يناله الشك.

كما قدم مجموعة مختلفة تماماً من الشخصيات المميزة التي تناغمت مع بعضها لخلق أحداث قوية ممتعة تختلف بشكل كامل عما قدمه الفيلم دون أن تخرج عن جوه المميز الذي دمج الإثارة بالكوميديا، حتى أشرار المسلسل كانوا مختلفين فبدلاً من أن ينقسم العالم إلى سادة بيض وأشرار قادمين من آسيا.

الأمر الذي أثار انتقادات كثيرة اتهمت ريتشي بالعنصرية تجاه الأسيويين، أصبح الأشرار في المسلسل هم الشماليون بلكنتهم الغريبة وحسهم الكوميدي المريض الذي لا يفشل في جعلنا نضحك، رغم كل الدماء المتسربة دون توقف بسببهم.

 لم يكن مسلسل "السادة" مجرد حكاية أخرى عن عالم المخدرات، إنما كان رحلة حياتية غريبة لرجل نبيل وجد نفسه منقاداً منجذباً إلى العالم السفلي مندمجاً فيه، كأنما أمضى حياته كجزء منه وهذا ما يجعل مسلسل The Gentlemen تجربة درامية بلمحة كوميدية يصعب أن تفوت بسهولة.

إن عقد أي نوع من المقارنات بين الفيلم والمسلسل سيكون شيئاً من قبيل الإجحاف، صحيح أن المخرج واحد لكن كلاً من العملين امتلك هويته الخاصة وحكايته المتفردة التي تدور في عالم متشابه؛ عالم السادة الجاهزين دوماً للانحراف من أجل المال اللازم لإصلاح قلاعهم أو حياتهم المشتتة، عالم أبدع غاي ريتشي بكل تأكيد في صياغته وتقديمه لنا لا مرة واحدة بل مرتين لا تتشابهان إلا في الخطوط العريضة.

ذو صلة

في النهاية لو أنك أحببت فيلم The Gentlemen فإنك ستحب المسلسل بكل تأكيد، لذا فالإجابة على سؤال مثل هل نجح غاي ريتشي في تحويل فيلمه إلى نسخة تلفزيونية؟ هو نعم بكل تأكيد، لقد أثبت غاي ريتشي أن عوالمه الغريبة الفوضوية صالحة في كل زمان وكل مكان.. ماذا عنك عزيزي القارئ هل أحببت المسلسل؟ 

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة