تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

فيلم Scoop يقتحم مكاتب BBC.. كيف كانت كواليس أشهر فضيحة تلفزيونية؟

scoop arageek film 2024
علي عمار
علي عمار

6 د

يتميز فيلم شبكة "Netflix" -العالمية- الجديد "Scoop"، بانتماءه للأفلام التي تقدم صورة حسنة السمعة عن السلطة الرابعة، وتحديدًا الصحافة الحرة المسؤولة، التواقة للوصول بصوتها وكلمتها نحو الحقيقة، ومن أجلها، ولا شيئًا يردعها، أو يتحكم في مسارها، وإن كانت السلطة السياسية. 

وما أجمل الفن عندما يلامس الحريات بالأفكار والروايات، ويدخل سراديب الإعلام ويقص حكاياه بحرية، والتزام. 

فيلم Scoop يتعمق في كواليس واحدة من أهم القنوات التلفزيونية البريطانية، ويشرح كيفية صناعة السبق الصحفي، وسعي العاملين الدؤوب في هذا القطاع للتميز في فن الخبر. 

ويتم استعراض ذلك من خلال تحضيرات كادر قناة "BBC" -هيئة الإذاعة البريطانية- لإجراء مقابلة صحافية مع الأمير "أندرو" في عام 2019، على إثر العلاقة التي تجمعه بالثري "جيفري إبستين" المدان بجرائم جنسية بحق القاصرات.  

يعيدنا "سكووب" الذي نستعرضه اليوم في "أراجيك فن"، سنواتٍ للخلف، ويذكرنا بأعمالٍ عن الصحافة احتفى الفن السابع بها، كمؤسسة لها رسالة سامية، تعنى بقضايا تهتم بالإنسان.

نذكر منها على سبيل المثال فيلم "Spotlight" عام 2015، والذي يتكلم عن مجموعة من الصحافيين الاستقصائيين التابعين لصحيفة "بوسطن غلوب"، والذين يقومون بالتحقق حول خبرٍ نشر عن قسٍ تابعٍ لإحدى الكنائس الكاثوليكية في بوسطن، يتحرش بالأطفال.

بالطبع هذه القضية هزت الرأي العام، خصوصًا أنها كشفت عن عشرات من التجاوزات الأخلاقية الجنسية بحق الأطفال، مرتكبيها عدد من القساوسة. 

في "Spotlight" يتعامل الصحافيون مع قضية شائكة مرتبطة بالسلطة الدينية، أمّا في "Scoop" المساءلة تتم بحق رجل يتبع لسلطة سياسية. التحقيق الإعلامي والمكاشفة مع أندرو، جرت في عام 2019، أي البريطانيين وكل من اهتم بالقضية شاهد اللقاء، ويعلم ما حصل، وما نجم عنه. ولكن ما هي كواليسه؟

Scoop poster
6.5/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

Scoop (2024)

من وحي أحداث حقيقية، وبناء على رواية مصدر داخله، يستعرض هذا الفيلم الدرامي خطة سيدات بترتيب برنامج “نيوزنايت” لإجراء المقابلة غير المعتادة مع الأمير “أندرو”.

 

 

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.

  • إنتاج

    2024
  • إخراج

    فيليب مارتن

بطولة

جيليان أندرسون،
كيلي هاوز،
بيلي بايبر،
روفوس سيويل

النوع

دراما سيرة ذاتية

متاح على

netflix_url

قصة فيلم Scoop 

فيديو يوتيوب

يدخلنا المخرج "فيليب مارتن" عَبر فيلمه "Scoop"، أروقة مكاتب واستديوهات هيئة الإذاعة البريطانية. في البداية تظهر القصة كرحلة كفاح إحدى الموظفات المجتهدات هناك، وهي المنتجة "سام مكاليستر" والتي تعمل على تأمين ضيوف برنامج "بي بي سي نيوزنايت"، الشخصيات التي يصعب الوصول إليها، واستضافتها. وبوتيرة بطيئة تتحول القصة عنها قليلًا، لكن لا تختفي كونها الركن الأساسي في الحكاية. 

انزعاج زملائها من أسلوب عملها، يدفعها أكثر للبحث والتقصي، لالتقاط مادة قصصية صحافية مميزة، تثبت من خلالها تفردها، وتحقق مكسيًا إعلاميًا للمحطة، تحديدًا بعد قيام "BBC" بتقليل عدد موظفيها، نتيجة أزمات مالية متعددة. 

ولقد حصلت مكاليستر على ذلك، وتمكنت من اصطياد خبرًا لافتًا حول الأمير "أندرو"، يتعلق بحدثٍ لدعمه رواد الأعمال الشباب، يلفتها إلى جانب الخبر صورة تجمعه مع "جيفري إبستين"، تعود للعام 2010.

تتواصل مع المصور "جاي دونيلي"، الذي التقط الصورة في "سنترال بارك" في مانهاتن، ويخبرها الحقائق التي توصل إليها عن التجاوزات الجنسية غير الإنسانية، للأمير وإبستين، والعلاقة الجنسية التي جمعت الأول بالقاصر "فيرجينيا روبرتس" ابنة ال 17 عامًا. 

تقنع مكاليستر المشرفين على نيوزنايت ورئيسة التحرير، بالمقابلة التي ستشكل سبقًا صحفيًا، وأيضًا ترشح "إميلي ميتليس" المناسبة جدًا للحوار. 

تراسل ومن ثم تجتمع مع السكرتيرة الخاصة بالأمير "أماندا ثيرسك"، والضائعة كذلك ما بين ضميرها والتزامها المهني، والمقتنعة بضرورة إجراء المقابلة بعد إقدام إبستين على شنق نفسه في السجن. 

لذلك تحدد موعدًا للتفاوض حول اللقاء، وبالطبع الوسيط والمشارك الرئيسي في كل هذا هي مكاليستر. 


حرية الإعلام 

لا يعتمد فيلم "Scoop" على استعراض عمليات البحث عن الحقائق، أو يقف على خلفيات أحداث الكارثة الأخلاقية، أو رحلة المعاناة التي ترافق الضحايا، كما في أفلام عدة.

ولا حتى كواليس تجربة أندرو، ومسبباتها، والتي قد تكون عائدة للطفولة، بل يوضح رحلة العمليات البروتوكول للقاء، والحيل والمكائد التي صنعتها غرفة فريق التحرير، للفوز بالمقابلة وإخراجها بصورة تناسب الحقيقية، وليس الالتفاف حولها لمصلحة الجاني. 

واللافت أنه من المرات القليلة جدًا التي يتم فيها التركيز على فريق يعتمد على النساء الصحافيات في وسائل الإعلام. 

إذ تعلو الممثلة "بيلي بايبر" بشخصية مكاليستر بمشاهدها، ويخفت وهج الحضور في أثناء التدريب للحوار، وتحقق التوازن من جديد مع المشاهد الأخيرة، وحتى في لقطاتها الصامتة داخل وخارج الحدث الإعلامي، وهي تراقب الأجواء وتسترق النظر للجميع. 

في حين تسجل الممثلة "جيليان أندرسون" بدور إيميلي حضورًا ثابتًا ولامعًا، في تجسيد شخصية الإعلامية المخضرمة والمتزنة، والتي تدرك جيدًا مكانتها التي عملت عليها لسنوات، لذلك لا تواضع مجاني تقدمه المذيعة المنتمية للمدرسة الكلاسيكية في الإعلام. 

يحيك النص متعته بالمشاهد التي تزيد من حدة التوتر، ويبدع المخرج "فيليب مارتن" في إبراز ضعف الأمير وهو يدلي بإجاباته دون أن يعي الحماقات التي يرتكبها.

وأيضًا يعزز دور فرق وسائل الإعلام المهنية المتمكنة من عملها، ويؤكد على نزاهتها في إتمام رسالة الإعلام السامية، بإيصال الحقيقة ومحاسبة مرتكبي الجرائم الإنسانية، وإن كانوا من أصحاب السلطة العليا في البلاد. يشعرك هذا العمل السينمائي أن هناك حرية مطلقة تمتلكها السلطة الرابعة. 

لا يوجد إفراط في الدراما هنا، هو شبيه بعملٍ وثائقي، لكن يعتمد على الحوار، وقصة تتطور باستمرار، والأهم من ذلك أن تشاهد كواليس مؤامرة إعلامية، لكنها نزيهة، قلبت حياة أحد أفراد العائلة البريطانية الحاكمة رأسًا على عقب. 


الثري والضحايا 

قرار بث فيلم "Scoop" في النصف الأول من عام 2024، جاء لصالح العمل، كون فضيحة جيفري إبستين وجزيرته، عادت للأضواء في الأشهر القليلة الماضية. حيث تم الكشف عن وثائق سرية، تضم لائحة أسماء لأكثر من 170 شخصية ما بين أصدقاء وشركاء وضحايا، واللافت أن الأسماء تتمتع بمكانة مرموقة في المجتمع، إن كان في السياسة، أو الفن، أو القانون، أو حتى ملوك. 

قضية الدعارة واستغلال القاصرات ظهرت في عام 2005، وإلى جانب وحشية هذا الفعل، الناس يحبون الفضائح والتغلغل في كواليسها، لذلك شاهدنا أفلامًا وثائقية عدة تتكلم عن الملياردير وتسهيله لخدمات الجنس ضمن ممتلكاته. 

مسلسل "Jeffrey Epstein: Filthy Rich" من "نتفليكس"، والمكون من 4 حلقات من أهم تلك الإنتاجات، وهو مقتبس عن كتاب صادر في العام 2016، للكاتب "جيمس باترسون" ويحمل نفس الاسم "جيفري إبستين: الثري القذر". شارك من خلاله الناجون قصصهم، وكيف تم توريطهم والتلاعب بهم من قبل جيفري، وأيضًا ضم شهادات من أناسٍ ساعدوه لتجنيد مزيدًا من القاصرات. 

اعترف الثري القذر بممارساته في عام 2008، وقضى في السجن 18 شهرًا فقط، نتيجة اتفاقية تضمن له عدم إجراء محاكمة فيدرالية. 

لكن في عام 2019 تم القبض عليه من جديد، واتهم بالاتجاز بالأطفال من أجل الجنس، إلا أنه أعدم نفسه بعد فترة قصيرة. 

فيلم "Scoop" يستفاد من هذه الفترة، التي أعادت إحياء هذه الفضيحة، وألقت الضوء من جديد على الأمير أندرو، الذي اتهمته "فيرجينيا روبرتس جيوفري" بممارسته الجنس معها.

ونتيجة استغلال "BBC" لخبر إيجاد إبستين متوفيًا في زنزانته، نجحت في الحصول على المقابلة مع أندرو، الذي تم خداعه بأن الأسئلة ستكون عادلة وسيتم الترويج لمشاريعه، ولكن ردة فعله على أسئلة المحاورة الذكية والمراوغة الهادئة "إميلي ميتليس"، أدانته وأوقعته في شر أعماله، وهو الذي اعتقد أن هذا الحوار سيكون بمثابة تبرئة اسمه من هذه التهم. 

يمكن التأكيد على أن العنصر البشري، أكبر مميزات "السبق الصحفي"، ومنهم الممثل "روفوس سيويل" بشخصية الأمير الشرير الواثق بنفسه حد الغرور، جسد سيويل الدور بطريقة مبهرة، ونؤكد على ثنائية مكاليستر وميتليس، والحوارات غير المنطوقة الآخاذة التي جرت بينهما. وكأن كل شخصية تكمل الأخرى. 

ذو صلة

فيلم "Scoop" مأخوذ عن مذكرات "سام مكاليستر". 

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة