للاستخدام على الأجهزة مباشرة! شركة أبل تطلق 8 نماذج صغيرة للغات الذكاء الاصطناعي

في خطوة مهمة لتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي على الجهاز، قدمت شركة Apple مجموعة جديدة من نماذج لغة الذكاء الاصطناعي المعروفة باسم OpenELM يوم الأربعاء. تم تصميم هذه النماذج لتعمل بكفاءة على الأجهزة المحلية مثل الهواتف الذكية، مما يمثل تحولًا محوريًا نحو تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأكثر خصوصية والتي يمكن الوصول إليها مباشرة من أجهزة المستخدمين.

تختلف نماذج OpenELM التي تم إصدارها حديثًا من حيث الحجم والتعقيد، حيث يتراوح عدد المعلمات من 270 مليونًا إلى 3 مليارات عبر ثمانية إصدارات متميزة. يتيح هذا التنوع مستويات مختلفة من إمكانيات معالجة اللغة لتناسب مواصفات الأجهزة المختلفة واحتياجات المستخدم. تتضمن النماذج أربعة إصدارات "مدربة مسبقًا"، وهي نماذج أساسية للتنبؤ بالرمز المميز التالي، وأربعة إصدارات "مضبوطة للتعليمات"، والتي تم تحسينها لاتباع تعليمات المستخدم - وهي ميزة رئيسية لتطوير مساعدي الذكاء الاصطناعي وروبوتات الدردشة.

تنقسم نماذج OpenELM الثمانية إلى فئتين: الفئة الأولى تشمل أربعة نماذج "مدربة مسبقًا"، وهي نسخ خام من النموذج تستخدم لتتبع التوكن التالي. أما الفئة الثانية فتضم أربعة نماذج معدلة بناءً على التعليمات، وقد تم تحسينها لتتبع التوجيهات، مما يجعلها مثالية لتطوير المساعدات الذكية والدردشات الآلية:

يستخدم نهج Apple ما تسميه "استراتيجية القياس على مستوى الطبقة"، والتي تهدف إلى تخصيص المعلمات بشكل أكثر كفاءة عبر طبقات النموذج. لا تحافظ هذه الطريقة على الموارد الحسابية فحسب، بل تعمل أيضًا على تحسين الأداء، وتحقق زيادة في الدقة بنسبة 2.36 بالمائة مقارنة بالنماذج المماثلة بينما تتطلب عددًا أقل من رموز التدريب. تشتمل بيانات التدريب لهذه النماذج على حوالي 1.8 تريليون رمز من مجموعات البيانات المنسقة المختلفة، مما يضمن أساسًا لغويًا واسعًا ومتنوعًا.

مجموعة OpenELM، على الرغم من وضعها حاليًا كنماذج بحثية لإثبات المفهوم، إلا أنها تمهد الطريق لدمجها المحتمل في أجهزة Apple المستقبلية. النماذج متاحة على Hugging Face بموجب ترخيص رمز نموذج Apple، والذي، على الرغم من بعض القيود، يسمح بالوصول إلى المجتمع والتعاون.

بالإضافة إلى ذلك، قطعت شركة أبل أيضًا خطوات واسعة في تعزيز الشفافية وقابلية التكرار في تطوير الذكاء الاصطناعي من خلال إطلاق كود التدريب لـ OpenELM جنبًا إلى جنب مع CoreNet، وهي مكتبة تستخدم لتدريب هذه النماذج. تأتي هذه الموارد مع وصفات تدريب قابلة للتكرار، مما يسمح للباحثين والمطورين بتكرار أوزان النماذج وتعزيز البحث المفتوح في الذكاء الاصطناعي.

على الرغم من أنه لم يتم الإعلان بعد عن دمج هذه النماذج في الأجهزة الاستهلاكية، إلا أنه يشاع أن تحديث iOS 18 القادم سيحتوي على إمكانات الذكاء الاصطناعي الجديدة التي تستفيد من المعالجة على الجهاز. ويهدف هذا التقدم إلى تعزيز خصوصية المستخدم وتحسين وظائف مساعد Apple الافتراضي، Siri، مما قد يقلل الاعتماد على معالجة الذكاء الاصطناعي المستندة إلى السحابة.

من خلال إطلاق OpenELM، تؤكد Apple التزامها بتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي تحترم خصوصية المستخدم، وتساهم في مجتمع أبحاث الذكاء الاصطناعي الأوسع من خلال وضع معايير جديدة في كفاءة النماذج وشفافيتها.