تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

“روبوتات الأحزان”.. وسيلة جديدة لتخفيف ألم الفقدان!

مريم مونس
مريم مونس

3 د

تم تطوير "بوتات الأحزان" كتطبيقات تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم الدعم الانفعالي للأشخاص الذين يعانون من فقدان أحبائهم.

تستند هذه البرمجيات إلى المعلومات والمحتوى الرقمي الذي تركه الموتى مسبقًا على الإنترنت، مما يسمح للمستخدمين بالتواصل مع نموذج افتراضي لشخص متوفى.

تثير بوتات الأحزان مخاوف بشأن تأثيرها النفسي على المستخدمين وقدرتها على إبقاء الأشخاص في حالة من الحزن المستمر.

كشفت بعض شركات التكنولوجيا مؤخرًا عن تطوير تطبيقات جديدة تُسمى "روبوتات التخفيف من الأحزان". تقوم هذه التطبيقات على إنشاء نماذج افتراضية للأشخاص المتوفين، مما يسمح للمستخدمين بالتفاعل والتحدث مع هذه النماذج كوسيلة لتخفيف الحزن والتغلب على مشاعر الفقدان. تعتمد هذه البرمجيات على تحليل واستخدام البيانات المخزنة مثل الرسائل الإلكترونية، الرسائل النصية، التسجيلات الصوتية، والمنشورات التي تركها الشخص المتوفى على منصات التواصل الاجتماعي لمحاكاة شخصيته لعرضها أمام أفراد أسرته وأصدقائه.

ذكر تيم رايبوث، الصحفي المختص بالشؤون العلمية في مقالٍ له بموقع "Undark" المتخصص في الأبحاث العلمية والتكنولوجية، أن الإنسان قد اعتمد على التقنيات المتوفرة لديه منذ أكثر من قرن لمواجهة أحزان فقدان الأحبة. وأورد كمثالٍ على ذلك الصور واللوحات التي كان يرسمها الإنجليز في العصر الفيكتوري لأمواتهم خلال القرن التاسع عشر، ويحتفظون بها كتذكار ووسيلة للتغلب على ألم الفقد. وأشار رايبوث إلى أن العلماء لا زالوا يبحثون في عمق مشاعر الحزن الإنسانية لإيجاد الطرق الأمثل لمواجهتها. ومع توسع الإنترنت في التسعينات، صاغت كارلا سوفكا، أستاذة علم الاجتماع بجامعة سيينا في نيويورك، مصطلح "الثاناتكنولوجي" لوصف أي تقنية رقمية يمكن أن تساعد في التغلب على حزن الفقد، مثل إنشاء مواقع إلكترونية أو حسابات على مواقع التواصل لتذكر الأحباء الذين رحلوا.

أوضحت كارلا سوفكا أن هناك من يستعينون بقراءة رسائل البريد الإلكتروني أو الاستماع إلى التسجيلات الصوتية التي تلقوها من أحبائهم المتوفين كوسيلة للتواصل معهم والتغلب على الحزن.

على الصعيد التجاري، توفر الآن شركة "ساينس" (Scynce) للذكاء الاصطناعي تطبيقًا لمعالجة الحزن يعمل لفترات قصيرة يهدف إلى تقديم السلوان المؤقت للمستخدمين. بينما تقدم شركات أخرى مثل "يو" (U) و"أونلي فيروتوال" (Only Virtual) بوتات تستطيع تجسيد شخصيات المتوفين لفترات طويلة، مما يغني عن الحاجة إلى وداعهم نهائيًا، حسب تعبير هذه الشركات.

كما ترى سوفكا أنه ينبغي لشركات البرمجيات والذكاء الاصطناعي المهتمة بتطوير نماذج محاكاة افتراضية للمتوفين، أن تحرص على التواصل مع الأشخاص الراغبين في استخدام هذه التقنيات لتحسينها بما يتناسب مع رغبات المستفيدين من هذه الخدمة.

من جهة أخرى، أكدت وان جو تشي، الباحثة في معهد كيوتو للتكنولوجيا باليابان، أنه على الرغم من هذه المخاوف، لم تتوقف الشركات المبرمجة عن إطلاق هذه النوعية من التطبيقات. وأشارت إلى ضرورة التزام هذه الشركات بمسؤولياتها عند تطوير هذه البرمجيات.

ذو صلة

وشاركت وان في دراسة بحثية ركزت على تحديد مدى فعالية البوتات في مواجهة الأحزان، شملت الدراسة استطلاع آراء 10 أشخاص يستخدمون هذه البوتات. وقد أفادت آنا تشيجو، التي كانت ضمن فريق البحث، أن معظم المستخدمين كانوا يتواصلون مع الشخصيات الافتراضية لفترة تقل عن عام خلال المرحلة الانتقالية الأولى من التغلب على أحزانهم، ولم يظهروا رغبة في الاحتفاظ بالبوتات بصفة دائمة.

أشارت الدراسة التي شملت بوتات الأحزان إلى أنها قد تفيد المكلومين فعليًا، إلا أن آنا تشيجو ترى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كانت هذه التقنية قد تسبب ضررًا للبشر على المدى الطويل. وكشفت الدراسة أيضًا أن هذه البوتات لا تحتاج إلى إقناع المستخدمين بأنها بشرية، حيث أكد المشاركون أنهم على وعي بأنهم يتحدثون إلى روبوتات إلكترونية وهذا لا يؤثر على تقبلهم للفكرة.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة