بعد زرع أول رقاقة في إنسان.. هل تعلم هذا ما حدث للقرود التي حصلت على زرعة نيورالينك؟

على الرغم من التحديات العديدة، فإن شركة إيلون ماسك لرقائق الدماغ قامت بزراعة منتجاتها في إنسان، وهذا يثير بعض القلق، خاصة عند النظر إلى ما تعرضت له القرود التي خضعت للتجارب.

عبر منشور في موقع X-Twitter أعلن الملياردير المثير للجدل أن الشخص الذي خضع للزراعة، والذي لم يُكشف عن هويته، يتماثل للشفاء بشكل جيد، وأن النتائج الأولية مبشرة بارتفاع في نشاط الخلايا العصبية.

مع ذلك، إلى أن يتم تقديم دليل موثق ودقيق، أو على الأقل شهادة موثوقة تؤكد هذه الادعاءات، من الضروري أن نأخذ تصريحات إيلون ماسك على محمل الجد. فقد أثارت واجهات الدماغ والحاسوب (BCI) نقاشاً واسعاً، خصوصاً فيما يخص طريقة تعاملها مع الرئيسيات كالقرود التي استخدمت في التجارب.

في مايو الماضي، أعلنت شركة نيورالينك عبر شبكة التواصل الاجتماعي التي يملكها ماسك أن إدارة الغذاء والدواء (FDA) قد وافقت على اختبار غرساتها على البشر. وبعد بضعة أشهر، أكدت الوكالة أنها سمحت للشركة ببدء تجنيد الأشخاص للتجارب. مع ذلك، بين تلك الإعلانات، كانت هناك تقارير مثيرة للقلق حول ما حدث لبعض الحيوانات التي خضعت للتجارب.

في تقرير نُشر في سبتمبر، بعد يوم واحد فقط من إعلان نيورالينك عن تجنيد الأشخاص للتجارب البشرية، ذكرت مجلة Wired أن ما يصل إلى اثني عشر من قرود المكاك الريسوسي التي خضعت للتجارب تعرضت لمجموعة أعراض مقلقة، بما في ذلك تورم الدماغ، والشلل الجزئي، وسلوك إيذاء الذات. وفي النهاية، اضطرت الشركة إلى قتل العديد من هذه القرود.

في حادثة وقعت في عام 2019، تعرضت شريحة زُرعت في دماغ إحدى قرود المكاك للانفصال أثناء العملية. عندما استفاق القرد من الجراحة التي لم تنجح، بدأ يخدش مكان الزرع، مما أدى إلى نزفه وإزاحة الشريحة جزئيًا. اكتُشف لاحقًا أن الجرح كان ملتهبًا، وبما أن الزرعة حالت دون استخدام أي علاجات، فقد اضطرت الشركة إلى إنهاء حياة القرد بطريقة رحيمة.

في تجربة أخرى خلال العام نفسه، لوحظت قردة أخرى وهي تضغط رأسها على الأرض بعد الزرع وتنبش جرح العملية حتى بدأ ينزف، مما أدى إلى فقدانها التنسيق. وقد تم أيضًا إنهاء حياتها بطريقة رحيمة. ومات حوالي 21% من قرود الشركة نتيجة مشاكل متعلقة بزراعة الدماغ.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الرئيسيات (صنف القرود والغوريلا وغيرعم)، التي حصلت عليها شركة نيورالينك من المركز الوطني لأبحاث الرئيسيات في كاليفورنيا التابع لجامعة كاليفورنيا في ديفيس، كانت ضمن أولى التجارب التي أجرتها الشركة، والتي جرت في الأساس خلال عامي 2019 و2020. لكن يبدو أن التفاصيل المقلقة لهذه التجارب المبكرة لم تُشارك مع مستثمري نيورالينك.

لذلك، وُجهت دعوات للهيئة الأمريكية للأوراق المالية والبورصات، وهي جهة نظرت سابقًا في مشاكل متعددة مرتبطة بماسك في كل من شركتي تيسلا وسبيس إكس، للتحقيق في ما إذا كانت شركة نيورالينك ومالكها المثير للجدل قد قدموا معلومات مضللة للمستثمرين بإخفائهم حقيقة الأوضاع المؤلمة التي مرت بها قرود المكاك.

على الرغم من عدم وجود تأكيدات حتى الآن حول ما إذا كانت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية قد بدأت بالفعل تحقيقًا في شركة نيورالينك أو تعتزم القيام بذلك، إلا أن هذا لن يمثل الحالة الأولى التي تجري فيها هيئة فدرالية تدقيقًا في طرق اختبار الشركة.

في أواخر عام 2022، أفادت وكالة رويترز بأن وزارة الزراعة الأمريكية قد شرعت في التحقيق حول ما إذا كانت نيورالينك قد خرقت قوانين الرفق بالحيوان. بحلول يوليو 2023، يبدو أن الوزارة قد أنهت تحقيقها، مشيرة إلى عدم العثور على أي أدلة تثبت انتهاك قواعد البحث العلمي المتعلق بالحيوانات، باستثناء حادثة وقعت في عام 2019 كانت قد أبلغت عنها نيورالينك بنفسها.

في سياق تطوير العلاجات والتقنيات التجريبية، من المؤسف أن التجارب الحيوانية قد تؤدي إلى وقوع العديد من الوفيات. يُعتقد أن الخطأ الذي ارتكبته نيورالينك تحديدًا يتمثل في عدم إفصاحها بشكل كامل عن هذه المخاطر للعامة قبل طلب التمويل أو قبل إقناع أتباع Elon Musk الذين قد يكونون مستعدين للخضوع لعمليات جراحية دماغية تنطوي على مخاطر عالية.