تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

كيف يمكن لخمسة عشر دقيقة من النوم في النهار أن تحسن من صحتك؟

منة الله سيد أحمد
منة الله سيد أحمد

4 د

تشير الدراسات إلى أن القيلولة اليومية تعزز صحة الدماغ على المدى الطويل، حيث يظهر أن الأشخاص الذين يقيلولون باستمرار يمتلكون أدمغة أكبر بمقدار يعادل تأخير شيخوخة الدماغ بين 3 إلى 6 أعوام.

القيلولة القصيرة بين 5 و 15 دقيقة يمكن أن تحسن الأداء العقلي الفوري، ويُشير خبراء النوم إلى أن الوقت المثالي للقيلولة هو بين الساعة 2 ظهرًا و 4 مساءً، مع تجنب تجاوز العشرين دقيقة.

يجب أن تكون القيلولة إضافة للنوم الليلي، وليس بديلًا له.

الخبراء يشددون على أن القيلولة يجب أن تكون جزءًا من نمط حياة، ولا ينبغي لمن يعانون من مشاكل في النوم الليلي الاعتماد عليها بشكل كبير.

قد يرفض العديد منا فكرة القيلولة النهارية، خشية أن تؤثر على نوم الليل الجيد. لكنها قد تكون في الحقيقة مفيدة لصحتنا. ففي العديد من الثقافات، تُعتبر القيلولة النهارية روتينًا يوميًا. من المعروف أن الإسبان يستمتعون بقيلولة يومية، بينما يغرق بعض العمال اليابانيين في قيلولة الغداء، المعروفة باسم "هيريوني" أو "القيلولة النهارية". كما أن شركات التكنولوجيا العملاقة مثل جوجل وفيسبوك تتيح لموظفيها استخدام غرف قيلولة في مكاتبها، مما يتيح لهم الاستراحة خلال ساعات العمل.

وتزداد شعبية القيلولة النهارية حول العالم. ولكن هل من الجيد أخذ قيلولة سريعة خلال النهار؟ هل تجعلك تشعر بالانتعاش والحيوية، أم تجعلك تشعر بالتعب أكثر مما كنت عليه في البداية؟ وكم يجب أن تستمر القيلولة؟ وما هو أفضل وقت للقيلولة؟

قدمت BBC Future أحدث الأبحاث لاستكشاف ما إذا كانت القيلولة اليومية جيدة لصحتنا. وقد أظهرت الأبحاث أن القيلولة المنتظمة مفيدة للصحة الطويلة الأمد لدماغنا.

ووفقًا لدراسة أجرتها جامعة كوليدج لندن (UCL) وجامعة الجمهورية في أوروغواي في عام 2023، قد تساعد القيلولة العادية في الحفاظ على حجم أكبر للدماغ لفترة أطول وتعزز صحته العامة،

وقد حلل الباحثون بيانات 35 ألف شخص في الفترة العمرية بين 40 و69 عامًا، شاركوا في دراسة من قِبَل UK Biobank، وهي قاعدة بيانات طبية ومصدر بحث. حيث درسوا التفاصيل الوراثية التي ترتبط سابقًا بأشخاص يقومون بالقيلولة بانتظام.

وجد العلماء أن أدمغة الأشخاص الذين حصلوا على قيلولة عدة مرات في الأسبوع أكبر من أدمغة الأشخاص الذين لم يأخذوا أبدًا قيلولة نهارية، بأكثر من 15 سم مكعب. ويعني ذلك تأخير شيخوخة الدماغ بين 3 إلى 6 أعوام، ذلك وفقًا للباحثة الرئيسية في الدراسة، فيكتوريا غارفيلد، الباحثة في وحدة MRC للصحة والشيخوخة الطويلة في  UCL.

وقالت فيكتوريا: :إن الاستفادة طويلة الأجل تظهر فقط في الأشخاص الذين يقيلولون بانتظام"، وأشارت إلى أنه يجب أن تكون القيلولة عادة.

هناك أيضًا فوائد صحية قصيرة الأجل مرتبطة بالقيلولة، حيث يمكن أن تحسن القيلولة القصيرة المدتة بين 5 و15 دقيقة على الفور أداءنا العقلي. يمكن أن تستمر هذه الحافزات العقلية لمدة تصل إلى 3 ساعات بعد الاستيقاظ.

قال كيفين مورغان، أستاذ النفس وخبير النوم في جامعة لوفبرا في المملكة المتحدة: "القيلولة هي ظاهرة ضخمة في علم الرياضة في الوقت الحالي، أي شيء يحسن أداء الرياضيين بقدر صغير، يُعرف باسم المكاسب التدريجية، ويتم الاستفادة منه. يريد المدربون تكوين القيلولة وتقديمها لرياضييهم. يريدون تعتيمها كمكمل غذائي."

كما تشير الدراسات إلى أن القيلولة بين الساعة 1 والساعة 4 مساءً يمكن أن تعود بالفائدة على الأداء البدني والعقلي، وكذلك المزاج. يقول مورغان: " إن القيلولة تثبت الذاكرة بالتأكيد. كما قد تتحسن سرعة رد الفعل".

وقد وجدت دراسة شارك فيها مورغان أن الرياضيين المتميزين، الذين يتدربون حتى 17 ساعة في الأسبوع، ينامون بسرعة أكبر من غير الرياضيين، على الرغم من الإبلاغ عن نفس مستوى النعاس. قد دمج لاعب السنوكر روني أوسوليفان وعدّاء الماراثون كاميل هيرن ولاعبو كرة القدم في ريال مدريد القيلولة في روتينهم اليومي.


هل يجب أن تكون القيلولة جزءًا من روتيننا اليومي؟

نظرًا لهذه الفوائد الصحية، هل يجب أن نبدأ جميعًا في القيلولة اليومية؟ يقول الخبراء إنه من المهم ألا تصبح القيلولة بديلًا للحصول على نوم جيد ليلاً.

وقال كولن إسبي، أستاذ طب النوم في جامعة أكسفورد: "القيلولة عادة ما تكون علامة على أنك لا تحصل على نوم كافٍ، إذا شعرت بأنك بحاجة إلى القيلولة نهارًا بشكل متكرر، فمن المهم أن تسأل نفسك ما إذا كنت تعوض عن مشكلة في النوم أم إذا كنت تمنع نفسك من الحصول على كمية كافية من النوم ليلاً". وأضاف: "الشيء المهم الذي يجب علينا محاولة القيام به هو النوم الجيد ليلاً".

بالإضافة إلى ذلك فإن التوقيت أمر مهم للقيلولة الناجحة. فإذا كنت ستأخذ قيلولة، تأكد من أن تفعل ذلك في منتصف فترة الظهيرة ولا تتركها لفترة تزيد عن 20 دقيقة، يقول مورغان. "سيكون جسمك أكثر تجاوبًا مع النوم نهارًا" بين الساعة 2 ظهرًا و4 مساءً، حيث يحدث انخفاض في إيقاع الساعة البيولوجية ودرجة حرارة الجسم.

وتابع مورغان: "إذا حاولت القيلولة في الصباح، فإن درجة حرارة جسمك ستكون لا تزال مرتفعة، مما يعني أنك ستشعر باليقظة أكثر".

وأشار إسبي إلى أنه إذا أخذت قيلولة لفترة تتجاوز 20 دقيقة، فمن المرجح أن تستيقظ وأنت تشعر بالدوار والارتباك، المعروف تقنيًا باسم "الخمول النومي"، وأضاف: "هذا بالطبع غير إنتاجي لأنه سيصعب عليك العمل بعد ذلك."

ذو صلة

وأوضح مورغان أن الخمول النومي يتعلق بعمق النوم، وبعد 30 دقيقة، تتجه نحو النوم البطيء، المعروف أيضًا بالنوم العميق، الذي يصعب الاستفاقة منه.

وقد أوصى العلماء من يريدون الحصول على قيلولة، فإنه من المهم أن تكون قصيرة وأن تكون جزءًا من نمط الحياة، مثل تقليد القيلولة في إسبانيا.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة