تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

مسلسل The New Look.. كيف أثرت الحرب العالمية الثانية على “ديور” و”شانيل”؟

the new look series arageek art
علي عمار
علي عمار

5 د

كثيرًا ممن شاهدوا تريلر مسلسل "The New Look"، تفاجأوا بأحداث سلسلة شبكة "Apple TV +"، كون الحلقات لم تنصف الجانب الذي تناول عالم الموضة والجمال. 

الإعلان التشويقي جاء مناصفةً بين خطي الحرب والأزياء، لكن العمل يركز في حدوته على معاناة أسياد الموضة الباريسية "كريستيان ديور" و"كوكو شانيل"، في ظل الحرب العالمية الثانية، واحتلال النازيين فرنسا. تتشابك الموضة مع الإنسانية ومع الحرب، والأخيرة دومًا ما تترك ندباتٍ على كل ما تمر عليه، وأولهم البشر والمدن.

لذلك من الممتع أن نتابع "المظهر الجديد"، ونتعمق أكثر في قصة المخرج والكاتب والمنتج "تود أ. كيسلر"، لنفهم تفاصيل النزاع في ذلك الوقت، وكيفية مقاومة الفرنسيين للفاشية، وما التغييرات التي طرأت على خط الموضة، خصوصًا أن هناك علم في دور الأزياء تراجع خطواتٍ للوراء، وعلم آخر سيشكل نهضة في تاريخ دور الأزياء الفرنسية. 

مسلسل"The New Look" من بطولة "بن مندلسون" (ديور)، و"جولييت بينوش" (شانيل)، و"مايسي ويليامز"، و"جون مالكوفيتش"، واللبنانية "دارينا الجندي" بدور العرافة. والآن عزيزي القارئ سنأخذك في "أراجيك فن" إلى عوالم الحرب العالمية الثانية، وتبعاتها على فرنسا ومواطنيها.

7.4/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

The New Look

مسلسل The New Look يستكشف رحلة صعود مصمم الأزياء كريستيان ديور، وهو يخلع عباءة الحظ من كوكو شانيل، ويساعد على إعادة الروح والحياة إلى العالم من خلال بصمته المميزة للجمال والتأثير.

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.

  • إنتاج

    2024
  • إخراج

    تود أ. كيسلر، هيلين شيفر

بطولة

بن مندلسون،
جولييت بينوش،
مايسي ويليامز،
جون مالكوفيتش،
دارينا الجندي

النوع

دراما سيرة ذاتية

قصة The New Look 

سؤالٌ طرحه أحد الطلاب الحاضرين في إحدى قاعات جامعة "السوربون"، على عراب الموضة الحديثة في فرنسا آنذاك "كريستيان ديور"، كان كفيلًا لخلق حالة من التشويق والترقب مع الحلقة الأولى من "The New Look /المظهر الجديد".

الحدث هو الاحتفاء بالمصمم اللامع، والحديث عن تصاميمه التي تميز بها عن غيره من مبدعي الأزياء. 

وقتها كانت فرنسا قد حظيت باستقلالها، وتغيرت مسارات الناس والمبدعين، وبات الفرنسيون يتطلعون لفصلٍ جديد وزمنٍ مختلف، بعيدًا عن الحرب وفواتيرها الباهظة الثمن. ولكن ما زالت أثارها تدمي ذاكرة الناس، لذلك استوجب معرفة مدى عمق علاقة كريستيان بالألمان، تحديدًا بوجود اتهامات تقول أنه عمل في تصميم الفساتين لزوجات النازيين، في حين قام بعض المصممين 

بإغلاق محالهم طيلة سنوات النزاع، ومنهم دوموزيل "كوكو". 

السؤال فتح أفاق الماضي ليدلو بدلوه، ومفتاح الحكاية كشف عنه ديور عندما قال "دائمًا هناك حقيقة أخرى وراء الحقيقة". 

الماضي يعود أدراجه لسنوات الاحتلال الأولى، ليخبرنا عن حقيقة تعاملات أبرز الأسماء الفرنسية مع عدو بلادهم. لم يمتلك ديور رفاهية رفض خياطة فساتين نساء الألمان، لأنه يعمل بتصرف المصمم "لوسيان ليلونج"، الذي ظل مصنعه يشتغل في عهد النازيين، على الرغم من ذلك لم يصمم بنفسه، بل وظف أناسٍ أمثال "بيير بالمان" و"ديور".

حينها الآخير لم يكن قد ظهر تأثيره على خط الموضة. والأموال التي كان يتحصل عليها من ذلك العمل، يمنحها لأخته "كاثرين" المنضمة لصفوف المقاومة الفرنسية. 

لكنها تعتقل من قبِل الألمانيين في أثناء توزيع المناشير، ويتم إرسالها إلى معسكر "رافينسبروك". ويبدأ عملية البحث عنها، لإخراجها من ظلام السجون. 


شانيل والنازية 

أقاويل عديدة، سيناريوهات مختلفة أتت على ذكر خيانة كوكو شانيل لبلدها، وتعاونها مع النازية لخدمة مصالحها وتسليك أمورها، كإنسانة ومصممة بارزة لها ثقلها. ولعل المظهر الجديد جاء ليؤكد كل ما قيل سابقًا، على الرغم من أن التاريخ لم يدمغ مسيرتها بصفة العميلة، بل ظلت المرأة التي أحدثت ضجة في موضة أزياء النساء، ومن السيدات الأكثر تأثيرًا في القرن العشرين. 

يتطرق مسلسل "The New Look" إلى طبيعة العلاقة التي جمعت امرأة الموضة والألمان، وكيف بدأت، ولماذا. 

خصوصًا أنها كانت نزيلة دائمة في فندق "ريتز"، وهو نفس مكان إقامة الضباط النخبة من الألمان. 

كما يوضح أن سبب تعاونها يعود لإنقاذ ابن أختها من المعتقل العسكري، وذلك بمساعدة صديقها البارون، والذي لديه علاقات مع النازيين. لتدخل بعد هذا بعلاقة غرامية مع العميل الألماني "شباتز"، ومن ثم يتم تجنيدها لإرسال رسالة إلى  "ونستون تشرشل" للعمل على إنهاء حالة الحرب. 

مهما تعددت الأعمال الفنية التي تصور حياة شانيل، يبقى الغموض يكتنف تفاصيل كثيرة، لم تنقل بدقة، وهذا لغياب الحقيقة الكاملة.

كما هناك خلافات كثيرة حول تاريخ بدء علاقتها بشباتز، والدوافع الشخصية التي جعلتها تخضع لإمرة النازيين، وكيفية حمايتها لملكية علامتها التجارية. بالتأكيد كان هنالك تبعات لهذا التعاون وتحديدًا بعد جلاء الألمان عن فرنسا، والخلاص من أهوال هذا الاحتلال، لكنها في النهاية استطاعت تلميع صورتها الوطنية، بعد غيابها لسنوات في سويسرا، هربًا من الملاحقات والاستجوابات. 


مكائد وخرافات

ميزة العمل أنه يربط نهضة البلدان والمدن وتعافيها من أي حربٍ دموية، بتطور مهن الفن والإبداع، وهذا صحيح إلى حدٍ كبير. لأن الفن هو وجه من وجوه الحياة، على عكس الحرب. والتي يكون أمامها كل شيءٍ هشٍ وضعيفٍ، 

ويظهر هذا عن طريق عرابي الأناقة والجمال، غير القادرين على اختيار مسار مناسب لحياتهم -مثل الجميع- ولو شعرت بامتلاكهم للقوة، أو مقدرة على التلاعب والتحايل على الظروف ولو قليلًا.

ومن الأمور الجميلة في The New Look، اجتماع أسياد الأناقة في مشاهدٍ مشتركة تصور العلاقة التي ربطت بينهم يومًا، والتي لم يعلم بها المشاهد سابقًا، أمثال: "لوسيان ليلونج"، و"كريستوبال بالنسياغا"، و"بيير بالمان"، وطبعًا "ديور". 

ربما أنصف العمل ديور على حساب شانيل، حيث أظهرها بصورة المرأة الأنانية يتغلب جانب الشر لديها على الخير، في حين كريستيان ديور إنسان طيب ومسالم، خيّر حد السذاجة. كلا المصممين يتمتعان بالسذاجة -نوعًا ما- ولكن كلٍ منهما بطريقته، فهم يذهبون بقصصهم للنهاية. 

يتعمق النص بتجاربهم العاطفية والأسرية، ويتناسى إنجازاتهم وتأثيرهم على دور الأزياء الفرنسية. ويشرح الحقيقة وراء إغلاق مودموزيل كوكو لمتجرها، ومحاولاتها مع "فيرتهايمر" إبرام صفقة لاسترجاع أعمالها وفق شروطها الخاصة. ولكن لا يمكن إغفال حبها لفرنسا، وخوفها المستمر من تلقيها أوامرٍ من عساكر النازية، تورطها بأفعالٍ تندرج تحت بند "خيانة الوطن". 

ومن النقاط المميزة أنه يسلط الضوء على الدور الذي لعبته الصحافة، في تلميع وإبراز مصممي الأزياء، حيث كان لها الكلمة الفصل. 

يعري المسلسل نواقصهم البشرية، انتهازية كوكو شانيل وانغماسها بالمكائد السياسية والأخلاقية، وإيمان كريستيان ديور بالخرافات وهوسه بعلم الغيب، ولكن كل هذا لا يقف حاجزًا أمام منجزهم الإبداعي، والثورة التي أحدثوها في خطوط الموضة. 

ذو صلة

مسلسل The New Look، عمل درامي جيد الصنع، إخراجًا وتمثيلًا، وأيضًا كتابةً، لكن ينقصه التغلغل أكثر في عالم الخلق والإبداع.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة