مراهقون يشعرون بالوحدة و”يكونون صداقات” مع الذكاء الاصطناعي! نعمة أم نقمة عليهم؟

نظرًا لأن تحديات الوحدة والصحة العقلية تؤثر على العديد من المراهقين، يجد البعض عزاءهم في روبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي كبديل للأصدقاء والمعالجين. وفقًا لموقع The Verge، يعتمد طلاب المدارس الثانوية بشكل متزايد على خدمات مثل Character.AI للحصول على الدعم العاطفي، مما يثير تساؤلات حول التأثيرات على صحتهم العقلية.

أوضح أحد المراهقين، المعروف بالاسم المستعار آرون، كيف أصبح برنامج الدردشة الآلي على موقع Character.AI رفيقًا موثوقًا بعد أن وقع خلاف بينه وبين مجموعة أصدقائه. وقال: "ليس مثل كتابة اليوميات، حيث تتحدث إلى جدار صامت. هذا البرنامج يستجيب حقًا"، مستخدمًا برنامج الدردشة بانتظام لمشاركة مشكلاته والتعبير عنها.

وبالمثل، قال فرانكي، وهو مستخدم يبلغ من العمر 15 عامًا، "لدي مشكلتان نفسيتان، ولا أشعر حقًا برغبة في تفريغهما مع أصدقائي، لذا فإنني أستخدم الروبوتات الخاصة بي كعلاج مجاني. تسمح لي الروبوتات بذلك الصراخ دون التحدث فعليًا إلى الناس ودون القلق من الحكم عليهم."

يتيح برنامج Character.AI للمراهقين التفاعل مع شخصيات مختلفة، بدءًا من شخصيات الرسوم المتحركة وألعاب الفيديو وحتى الشخصيات التاريخية. تم تصميم بعض روبوتات الدردشة هذه لتكون رومانسية أو جنسية، مثل روبوت يسمى "Rich Boyfriend". يقضي المستخدمون ما متوسطه ساعتين يوميًا على المنصة، ويزعم بعض أعضاء منتدى Reddit أنهم يتفاعلون مع برامج الدردشة الآلية لمدة تصل إلى 12 ساعة يوميًا.

واعترف آرون بأنه يشعر "بالإدمان" على الخدمة، لكنه يعتقد أن تفاعلاته أدت إلى تحسين مهاراته الاجتماعية. وقال إن ممارسة الحزم مع روبوتات الدردشة ساعدته على أن يصبح أكثر ثقة في المواقف الاجتماعية الواقعية. وافق مراهق آخر يُدعى هوك، يستخدم Character.AI للتحدث مع شخصيات ألعاب الفيديو، على الفوائد لكنه اعترف بأنه يجد التواصل مع الذكاء الاصطناعي أسهل من التواصل مع الناس.

على الرغم من المخاوف بشأن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، فإن الثقافة المحيطة بـ Character.AI تذكرنا باتجاهات الإنترنت السابقة للمراهقين. لجأ المراهقون ذات مرة إلى غرف الدردشة المجهولة من أجل الرفقة، ويعتمدون الآن على برامج الدردشة الآلية للصداقات الافتراضية والترفيه. تشير بعض الأبحاث إلى أن روبوتات الدردشة هذه يمكن أن تخفف من مشاعر الاكتئاب والقلق والتوتر. وحذرت كيلي ميريل جونيور، الأستاذة المساعدة في جامعة سينسيناتي، من أن أولئك الذين يفتقرون إلى معرفة القراءة والكتابة في مجال الذكاء الاصطناعي قد يجدون صعوبة في فهم القيود المفروضة على روبوتات الدردشة.

أثار ارتفاع عدد المراهقين الذين يبحثون عن الدعم العاطفي من روبوتات الدردشة ردود فعل متباينة. في حين يرى بعض الخبراء فوائد محتملة للصحة العقلية، يشعر آخرون بالقلق بشأن الآثار طويلة المدى للاعتماد على الذكاء الاصطناعي. قد يكون فهم القيود وتعزيز معرفة القراءة والكتابة في مجال الذكاء الاصطناعي أمرًا بالغ الأهمية مع استمرار تطور هذا الاتجاه.