تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

ما هو عدد الأصدقاء المثالي بالنسبة لك؟ عالم نفس بارز يقدم لك إجابة مدروسة!

مريم مونس
مريم مونس

4 د

تظهر الدراسات أن العصر الرقمي يؤثر على حجم دوائرنا الاجتماعية وعمق علاقاتنا، فعلى الرغم من زيادة عدد الأصدقاء على الإنترنت، لا يترجم ذلك بالضرورة إلى علاقات وثيقة في العالم الواقعي.

الارتباط بعدد كبير من الأصدقاء عبر الإنترنت يمكن أن يؤدي إلى ما يُعرف بـ "التحميل الاجتماعي"، حيث يشعر الأفراد بالإرهاق بسبب إدارة هذه العلاقات الكثيرة.

ينصح الخبراء بالتركيز على العلاقات العميقة وذات المعنى، مع تقديم الأولوية للجودة على الكمية في العلاقات الاجتماعية.

ما هو العدد المثالي للأصدقاء؟ تدور هذه الأسئلة في عقول الكثيرين في عصر الرقمنة والتواصل عبر الإنترنت. إذ يتناول بحث جديد أجراه خبير نفسي بارز هذا السؤال، مسلطًا الضوء على التحديات والتعقيدات التي تواجه العلاقات الاجتماعية في عالمنا الحديث، سواء كانت عبر الإنترنت أو في الواقع.

يتطرق هذا البحث إلى إعادة التفكير في نظرية رقم دنبار، وهي نظرية تحدد الحد الأقصى لعدد العلاقات الاجتماعية التي يمكن للإنسان أن يحافظ عليها بشكل جيد. إذ يبحث هذا العمل في كيفية تأثير التطورات التكنولوجية والتواصل الرقمي على هذه النظرية ويستكشف إمكانية إعادة تعريف حدودها في ضوء التغيرات المعاصرة.


رقم دنبار وتطوره

يشير رقم دنبار، الذي قدمه عالم الأنثروبولوجيا روبن دنبار، إلى عدد العلاقات الاجتماعية المستقرة التي يمكن للإنسان أن يحافظ عليها بفاعلية، والذي تم تحديده بحوالي 150 علاقة. هذا الرقم ليس عشوائيًا، بل يعكس الحدود المعرفية للدماغ البشري وقدرته على معالجة والتفاعل مع شبكة اجتماعية معقدة. يستند هذا المفهوم إلى فكرة أن هناك حدًا طبيعيًا للعدد الذي يمكن للأشخاص تطوير علاقات ذات معنى ومستدامة معهم.

عندما نتحدث عن "علاقات اجتماعية مستقرة" في سياق رقم دنبار، فإننا نشير إلى العلاقات التي تتميز بدرجة معينة من العمق والتفاعل المستمر. هذه ليست العلاقات السطحية التي قد نحتفظ بها مع المعارف أو الأصدقاء البعيدين، بل تلك التي تتضمن مستوى أعلى من الالتزام والتفاهم المتبادل.

ومع ذلك، في عصر وسائل التواصل الاجتماعي والاتصالات الرقمية، تتغير ديناميكيات العلاقات الاجتماعية. فالآن، أصبح بإمكان الأفراد تكوين عدد كبير من الاتصالات السطحية أو العرضية، والتي قد لا تتطلب نفس مستوى العمق أو الصيانة كالعلاقات الموجودة ضمن رقم دنبار. وهذا يطرح تساؤلات حول كيفية تأثير هذا التوسع في الشبكات الاجتماعية الرقمية على قدراتنا المعرفية وعلى جودة علاقاتنا الاجتماعية بشكل عام.


التحول الرقمي للاتصالات الاجتماعية

توضح دراسة حديثة في مجال علم النفس السيبراني والسلوك والشبكات الاجتماعية أن وسائل التواصل الاجتماعي، على الرغم من كونها أداة فعالة لزيادة عدد الأصدقاء على الإنترنت، لا تضمن بالضرورة تحسين نوعية العلاقات أو توسيع الدوائر الاجتماعية في العالم الواقعي. تشير هذه الدراسة إلى فجوة مهمة بين عدد الاتصالات التي نقيمها في الفضاء الرقمي وجودة التفاعلات التي نختبرها في حياتنا اليومية.

هذه النتائج تلقي الضوء على التحديات التي يواجهها الأفراد في العصر الرقمي، حيث يمكن أن تؤدي الشبكات الاجتماعية الواسعة عبر الإنترنت إلى إيهام الأفراد بامتلاكهم لعلاقات غنية ومعمقة، بينما في الواقع، قد تظل هذه العلاقات سطحية وفي حدود العالم الافتراضي فقط. تتساءل الدراسة حول مدى تأثير هذه الاتصالات الافتراضية على العلاقات الشخصية والاجتماعية الحقيقية، وكيف يمكن للأفراد التوفيق بين هذين العالمين المتباينين.


ظاهرة "الحمل الاجتماعي الزائد"

تتناول المجلة الأوروبية لأنظمة المعلومات ظاهرة "الحمل الاجتماعي الزائد"، وهي مشكلة متزايدة في عالمنا الرقمي المعاصر. تتجلى هذه الظاهرة في الإحساس الطاغي بالضغط والإرهاق الذي ينجم عن محاولة الأفراد التعامل مع العدد الكبير من العلاقات الافتراضية. يعاني الكثيرون من صعوبة في إدارة هذه الشبكات الواسعة على منصات التواصل الاجتماعي، مما يؤدي إلى شعور بالإرهاق الرقمي وعدم الرضا عن تلك العلاقات.

تبرز هذه الظاهرة التحديات الناجمة عن التفاعلات الاجتماعية في عالم اليوم، حيث يتوجب على الأفراد التوفيق بين علاقاتهم الرقمية والواقعية. في حين توفر وسائل التواصل الاجتماعي فرصًا للتواصل والتفاعل مع مجموعة واسعة من الأشخاص، فإنها أيضًا تفرض عبئًا على الأفراد بضرورة الحفاظ على هذه العلاقات، مما يمكن أن يؤدي إلى شعور بالإرهاق والتعب الذهني.


نصائح نفسية حول إدارة العلاقات الاجتماعية

في ظل التحديات التي تطرحها العصرنة الرقمية على العلاقات الاجتماعية، يقدم علماء النفس مجموعة من النصائح المهمة لإدارة هذه العلاقات بشكل صحي وفعال. يؤكدون على أهمية إعطاء الأولوية لجودة العلاقات بدلاً من العدد، حيث ينصحون بتنمية الاتصالات التي تحمل معنى عميق وتأثير إيجابي في حياتنا. هذا يعني التركيز على بناء وصيانة علاقات تتميز بالعمق والصدق بدلاً من الاكتفاء بعدد كبير من العلاقات السطحية التي قد تكون متاحة عبر الإنترنت.

يشدد علماء النفس أيضًا على أهمية الاتصالات وجهًا لوجه، مشيرين إلى أن العلاقات التي تُبنى وتُعزز من خلال التفاعلات المباشرة تمتلك عمقًا ومعنى لا يمكن للاتصالات الرقمية تحقيقه بالضرورة. يشجعون على إنشاء فضاءات للتواصل الحقيقي والمؤثر، حيث يمكن للأفراد التعبير عن أنفسهم وفهم الآخرين بشكل أكثر عمقًا وصدقًا.

ذو صلة

يمكن لهذا النهج أن يساعد في موازنة الجوانب السطحية التي غالبًا ما تميز العلاقات الرقمية. بدلاً من الاستغراق في شبكة واسعة من الاتصالات الرقمية التي قد تكون غير مُرضية ومرهقة، يُشجع الأفراد على تطوير علاقات أكثر معنى وقيمة تعزز الرضا الشخصي والرفاه العاطفي.

بهذا النهج، يُمكن للأفراد تحقيق توازن صحي بين حياتهم الرقمية والحقيقية، مما يساعد على تحسين الصحة النفسية والعافية العامة. يتطلب ذلك وعيًا ذاتيًا وجهدًا مستمرًا للحفاظ على علاقات ذات قيمة، مما يُسهم في تعزيز تجارب أكثر إثراء ومعنى في التفاعلات الاجتماعية.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة