تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

علماء مذهولون لاكتشافهم أنواع جديدة من الثعابين: الأضخم والأكبر حجمًا في العالم!

مريم مونس
مريم مونس

4 د

لطالما شُهد للأناكوندا الخضراء بأنها من بين أروع وأكثر حيوانات الأمازون إثارة للدهشة والغموض. يقدم البحث الجديد، المنشور في مجلة "Diversity"، تحوّلاً في الفهم العلمي لهذا المخلوق المذهل، كاشفًا عن وجود نوعين مختلفين وراثيًا بدلاً من نوع واحد. هذا الاكتشاف المذهل يفتح بابًا جديدًا نحو الحفاظ على هذا الحيوان المفترس في بيئته الطبيعية.

تُعدّ الأناكوندا الخضراء أثقل الثعابين وزنًا في العالم، وتأتي ضمن الأطول أيضًا. تعيش بشكل رئيسي في الأنهار والمناطق الرطبة بأمريكا الجنوبية، وتتميز بسرعتها الفائقة وقدرتها المدهشة على خنق فرائسها الكبيرة ثم ابتلاعها بأكملها.

من الضروري الآن إعادة تقييم استراتيجيات الحفاظ على الأناكوندا الخضراء، لدعم كل نوع على حدة في مواجهة التحديات كتغير المناخ والتلوث. كما تُبرز النتائج الأهمية الماسة لفهم تنوع الأنواع الحيوانية والنباتية على كوكب الأرض قبل فوات الأوان.


حيوان مفترس مذهل!

عبر التاريخ، تم التعرف على أربعة أنواع من الأناكوندا، من ضمنها الأناكوندا الخضراء، التي تُعرف أيضًا باسم الأناكوندا العملاقة.

تُعد الأناكوندا الخضراء من العمالقة الحقيقيين في عالم الزواحف، إذ يمكن لأطول الإناث أن تتجاوز السبعة أمتار طولاً، وأن يزيد وزنها عن 250 كيلوغراماً.

تتأقلم هذه الثعابين بشكل ممتاز مع الحياة المائية، حيث تقع فتحات الأنف والعيون في أعلى الرأس، مما يسمح لها بالرؤية والتنفس أثناء غمر باقي الجسد تحت الماء. تتميز الأناكوندا بلونها الزيتوني وبقعها السوداء الكبيرة، الأمر الذي يسهل عليها الاندماج مع المحيط الطبيعي.

تستوطن هذه الثعابين المجاري المائية الغنية بالنباتات والمعقدة في حوضي الأمازون وأورينوكو بأمريكا الجنوبية، حيث تشتهر بالتسلل والصبر والمرونة العالية. يساعد طفو الماء على دعم جسدها الضخم، مما يمكنها من التحرك بسلاسة ونصب كمائن لفرائسها الكبيرة كالكابيبارا (القوارض العملاقة)، والكايمن (الزواحف من فصيلة التمساح)، والغزلان.

الأناكوندا الخضراء لا تمتلك سمًا، بل تعتمد في صيدها على استخدام فكيها الكبيرين والمرنين لإسقاط الفريسة، ثم تسحقها بقوة جسدها قبل ابتلاعها.

بوصفها حيوانات مفترسة، تلعب الأناكوندا الخضراء دورًا حيويًا في الحفاظ على التوازن البيئي. يتعدى هذا الدور حدود الصيد إلى تأثير مجرد وجودها على سلوكيات مجموعة واسعة من الأنواع الأخرى، مما يؤثر على طرق وأماكن تناول الطعام والتكاثر والهجرة.

تتأثر الأناكوندا بشكل كبير بالتغيرات البيئية، وتعكس صحة مجموعات الأناكوندا وفرتها جودة النظم البيئية المحيطة بها، التي تتميز بالموارد الغذائية الوفيرة والمياه النظيفة. قد يشير انخفاض أعداد الأناكوندا إلى وجود مشكلة بيئية، مما يجعل من الضروري التعرف على الأنواع المختلفة للأناكوندا ومراقبة أعدادها.

حتى الآن، كانت الأبحاث المتعلقة بالاختلافات الجينية بين أنواع الأناكوندا قليلة. يهدف بحثنا إلى ملء هذه الفجوة في المعرفة.


فك ألغاز جينوم الأناكوندا

أجرينا دراسة لعينات تمثيلية من جميع أنواع الأناكوندا المعروفة، شملت توزيعها في تسعة بلدان مختلفة.

امتد هذا المشروع على مدار نحو 20 عامًا، وكانت لحظة فارقة في هذا البحث العينات التي جُمعت خلال رحلة استكشافية في عام 2022 إلى منطقة بامينو في إقليم بايهوايري وأوراني بالأمازون الإكوادورية، بدعوة من زعيم الواوراني، بنتي بايهوا، وبالتعاون معه، وشهدت الرحلة مشاركة الممثل ويل سميث كجزء من سلسلة وثائقية لناشيونال جيوغرافيك.

خلال هذه الدراسة، قمنا بمسح الأناكوندا في مختلف المواقع عبر أمريكا الجنوبية، حيث واجهنا تحديات بيئية متنوعة مثل الأنهار الموحلة والمستنقعات، فضلاً عن شدة الحر وانتشار الحشرات.

جمعنا بيانات تتعلق بنوع الموائل والموقع وأنماط الأمطار، وأخذنا عينات من الأنسجة و/أو الدم لكل عينة لتحليلها مخبريًا. أظهرت النتائج أن ما كان يُعتقد أنه نوع واحد من الأناكوندا الخضراء ينقسم فعليًا إلى نوعين مختلفين وراثيًا.

النوع الأول، Eunectes murinus، يسكن في البيرو وبوليفيا وغويانا الفرنسية والبرازيل، وأُطلق عليه اسم "الأناكوندا الخضراء الجنوبية". أما النوع الثاني، Eunectes akayima، المكتشف حديثًا والمعروف بـ "الأناكوندا الخضراء الشمالية"، فيوجد في الإكوادور وكولومبيا وفنزويلا وترينيداد وجويانا وسورينام وغويانا الفرنسية.

حددنا أيضًا أن الانقسام بين النوعين حدث منذ حوالي 10 ملايين سنة، على الرغم من تشابههما الشديد وعدم وجود حاجز جغرافي واضح يفصل بينهما. يُعد مستوى الاختلاف الجيني بينهما، الذي يبلغ 5.5%، مثيرًا للدهشة، خاصةً عند مقارنته بالفرق الجيني بين البشر والقردة الذي يبلغ حوالي 2%.


الأناكوندا وشبكة الحياة: ضرورة الحفاظ

كشف بحثنا عن أبعاد جديدة للغموض المحيط بالأناكوندا الخضراء، مما يحمل آثارًا كبيرة للحفاظ على هذه الأنواع، خاصة "الأناكوندا الخضراء الشمالية" التي تم تحديدها مؤخرًا.

ذو صلة

كان يُنظر إلى النوعين على أنهما كيان واحد حتى الآن، لكن قد يكون لكل منهما احتياجات بيئية مختلفة ويواجه تهديدات متنوعة. يتطلب ذلك تطوير استراتيجيات حماية مخصصة لكل نوع، ربما تشمل تدابير قانونية جديدة ومبادرات لحماية الموائل، فضلاً عن التخفيف من آثار التحديات البيئية مثل تغير المناخ وإزالة الغابات والتلوث.

يُعد هذا البحث تذكيرًا بأهمية الاعتراف بالتنوع البيولوجي وضرورة دمج التصنيف الجيني في جهود الحفاظ على البيئة، لضمان حماية الأنواع المعروفة حاليًا وتلك التي قد تُكتشف في المستقبل.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة