“اشتري الآن وادفع لاحقًا”.. منصة Tabby تجمع 200 مليون دولار من تمويل السلسلة D بتقييم 1.5 مليار دولار

وسط سيناريو عالمي مليء بالتحديات حيث تواجه العديد من الشركات الناشئة تخفيضات في التقييمات وتضاؤل صناديق رأس المال الاستثماري، تمكنت Tabby، وهي منصة بارزة للشراء الآن والدفع لاحقًا (BNPL) لخدمة الشرق الأوسط، من تأمين مبلغ ضخم قدره 200 مليون دولار في جولة التمويل من السلسلة D. ويرفع هذا الإنجاز الأخير قيمة الشركة إلى 1.5 مليار دولار، مما يجعل تابي الشركة الناشئة الرائدة في مجال التكنولوجيا المالية في منطقة الخليج.

كانت الأشهر الـ 18 الماضية مضطربة بالنسبة للعديد من الشركات الناشئة، حيث تراجعت التقييمات بسبب ندرة تمويل رأس المال الاستثماري وارتفاع أسعار الفائدة. إذ واجه العديد من عمالقة التكنولوجيا المالية الذين يخدمون العملاء الغربيين، بما في ذلك أسماء مثل Affirm وAfterpay وKlarna، نصيبهم من العقبات في الأسواق العامة والخاصة. لكن مع ذلك أظهر تابي أداءً قويًا.

كان مقر تابي الرئيسي سابقًا في دبي، وقد نقلت الآن قاعدتها إلى الرياض. ليأتي هذا التمويل الأخير بعد أقل من عام من الجولة C بقيمة 58 مليون دولار، والتي قادتها شركة Sequoia Capital India وSTV، اللتان شاركتا أيضًا في هذه الجولة الأخيرة. وقد عاد المستثمرون الحاليون مثل مبادلة للاستثمارات المالية، وPayPal Ventures، وArbor Ventures، بدعم جديد من المستثمر الرئيسي Wellington Management وBluepool Capital.

أكد حسام عرب الرئيس التنفيذي في مقابلة مع TechCrunch، أن الشركة شهدت نمواً هائلاً خلال العام الماضي. ومن الجدير بالذكر أن تابي، بعد أن جمعت أكثر من 950 مليون دولار من الأسهم والديون، حققت الربحية ــ وهو الإنجاز الذي يظل بعيد المنال بالنسبة للعديد من نظيراتها العالمية.

تتعاون Tabby مع أكثر من 30 ألف علامة تجارية مثل Adidas وAmazon وH&M لخدمة أكثر من 10 ملايين مستخدم في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت. تنافس قاعدة العملاء الكبيرة للمنصة قاعدة عملاء Afterpay وAfirm، على الرغم من أنها تظل أصغر من Klarna.

إحدى السمات المميزة التي تميز Tabby في الشرق الأوسط هي ربحيتها، حيث أن العديد من مقدمي خدمة BNPL في الولايات المتحدة وأوروبا يعملون بخسارة. وتتمتع منطقة الخليج، وخاصة مناطق مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بانتشار متواضع للتجارة الإلكترونية وإمكانية وصول محدودة إلى البدائل الائتمانية. ونتيجة لذلك، فإن خدمة BNPL ليست مجرد وسيلة راحة ولكنها ضرورة للعديد من المستهلكين في هذه المنطقة.

تقدم شركة Tabby خدماتها لشريحتين متميزتين من العملاء. أولاً، أسواق مثل المملكة العربية السعودية، حيث معدل انتشار بطاقات الائتمان منخفض (حوالي 15%)؛ وثانيًا، أولئك الذين يجدون طريقة الدفع الرمزية الخاصة بـ Tabby أكثر ملاءمة.

عند دخول السوق، تأخذ تابي في الاعتبار عوامل مثل اختراق التجارة الإلكترونية، واستخدام بطاقات الائتمان، والقوة الشرائية للمستهلك. وكانت هذه الاستراتيجية واضحة عندما قررت تابي الخروج من السوق المصرية، التي كانت تتمتع ببيئة تجارة إلكترونية أقل قوة شرائية.

تظل المملكة العربية السعودية معقل تابي، حيث تمثل 80% من قاعدة عملائها وتساهم بشكل كبير في حجم معاملاتها السنوية التي تزيد عن 6 مليارات دولار. وقد أثرت هذه الهيمنة على السوق السعودية على قرار تابي بنقل مقرها الرئيسي من دبي إلى الرياض. إذ أشار عرب إلى أن شركة تابي تركز على تعزيز خدماتها في الأسواق الحالية. ويتضمن ذلك تقديم مجموعة متنوعة من الخيارات الائتمانية وتوسيع نطاق خدماتها المالية.

يشير تمويل تابي الأخير وتقييمها الرائع وسط التحديات العالمية إلى مكانة الشركة القوية في السوق ونهجها الاستراتيجي. ونظرًا لكونها رائدة في صناعة BNPL في الشرق الأوسط، فإن العديد من أصحاب المصلحة، بما في ذلك المستثمرين ومراقبي السوق، يراقبون بعناية مسارها وتأثيرها المحتمل على مشهد التكنولوجيا المالية الأوسع في المنطقة.